رسالة للمعلمين والقائمين عليه بقلم: أ.هدى راغب

نلقي البذور في الأرض ونتركها ، ثم بين الحين والآخر نتفقدها ، نرعاها ، نقلبها لنضمن وصول الهواء لها ثم نتركها تشق طريقها تحت الأرض وفوقها في آن واحد (سبحان الخالق) ، لتنبت لنا شجرة كبيرة يافعة الأغصان ، زاهرة الأوراق ، يانعة الثمر ، ليذوق حلوها الجميع
هكذا كان وسيكون إلى أبد الآبدين المعلم
فهو الشجرة التي تظلل على الجميع بظلها ، وتمنح العالم أجمع جميل ثمارها
ودعونا لا نذهب بعيدا عند الحديث عن المعلم ، فصلاح أي شيء في المجتمع أساسه معلم ، وفساده أيضا ، فصحة النفوس يصلحها معلم ، وسلامة العقول صَونها معلم ، وجلاء الضمائر صفوها معلم ، ابحثوا في أروقة المحاكم عن كل المشكلات أساسها المعلم ، ففساد القاضي أو المحامي مرده معلم؛ لم يغرس قيمة ، أو يوظف سلوكاً ، أو يعلي من همةً ، أو يهذب خلقاً ، أو يكون قدوةً ، والطبيب الذي خلت نفسه من كل معاني الإنسانية أو وقف عقله في التعامل مع مهنته على أنها مهنة فوقية ودونها البشر ؛من غرس فيه ذلك ….؛ المعلم
والمهندس ، والأديب وحتى المفكر ، أرجعوا فساد هؤلاء أو صلاحهم للمعلم ، فإن أردنا إصلاحا فلنصلح المعلم .
أصلحوا المعلم بجعله يختار التعليم رسالة لا مهنة ، اجعلوها اختيارا لا إجباراً أجبرته على هذا العمل نسبة أو مجموع ، اجعلوا من ينتسبون إلى هذه الجامعة هم الصفوة ، ولتعقد لهم اختبارات تشبه اختبارات القدرات أو القبول باللغة الإنجليزية ، لماذا لا يكون معيار القبول في تلك الكلية يقوم على توافر عدة مؤهلات ( نفسية ، تربوية ، شخصية ، دينية وغيرها ) تتوافر في المتقدم لتوجه بعد ذلك بالدراسة والصقل
كشفت التجارب وما زالت أن مايدرس في الجامعات شيء ، وما يتم تطبيقه في الواقع شيء آخر ، لماذا لا يتم الربط بين مؤساساتنا التربوية وواقعنا الاجتماعي فيما يخص التعليم لنضمن جودة المخرج كما نأمل ؟
المعلم ليس مجموعة من المعارف والعلوم التي يلم بها أو يعرفها والتي يركز عليها تعليمنا في الوطن العربي ، أو جامعاتنا العربية
بناء المعلم هو أساس بناء الأمم ، فلم تقم الحضارات إلا بفكر معلم ، ولم تنهض إلا باجتهاد معلم ، وحتى الأمم التي أبيدت أو انهارت ، أو دمرت. كانت بسبب معلم
أحسنوا للمعلم يحسّن الغرس ، يحسّن القطاف ، يحسّن الأ’كل ، ولن يكون التخطيط تخطيطا إلا إذا كان كيانه المعلم
عندما تولى ديجول سدة الحكم في فرنسا فيما يطلق عليه الجمهورية الخامسة سأل عن شيئين القضاء والتعليم فلما علم أنهما في أمان قال: فرنسا إذن في أمان
أسأل الله أن يكون وطننا العربي في أمان بأمان تعليمه ، وأمان معلميه ؛ جنوده الذين يحرسون عقوله
هدى راغب

عن moalem

شاهد أيضاً

هل التحول الرقمي ترفاً؟!
بقلم: أ.خالد عيد العتيبي

@khalid4edu هل لدى وزير التربية أو أي قيادي لوحة تحكم “Dashboard” تعرض إحصائيات ومؤشرات أداء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.