وسقط الاختبار المريح … بقلم: أ.نوير عبدالله الدوسري

يعتبر الاختبار هو الأداة التي تستخدم لقياس مدى الفهم والتحصيل في المواد الدراسية التي يقوم بتقديمها ابناءنا الطلاب .
فالاختبار دائماً وأبداً مرتبط بمادة دراسية محددة تم تدريسها بالفعل ،
لذلك يعتبر الاختبار من أهم أدوات القياس والتقويم في الصف بل ومن أكثرها استخداماً .
وتعتبر اختبارات التحصيل من أهم الأدوات لجمع المعلومات اللازمة لعملية التقويم التربوي، وبشكل خاص التقويم الصفي، سواء كانت هذه الاختبارات مقننة أو غير مقننة. غير أن الأخيرة هي الأنسب لأغراض التقويم للطلاب .
وقد وضعت وزارة التربية في الكويت وثيقة للتعليم الثانوي وخصت فيها باباً يتعلق بالتقويم وآلية لتطبيقه ، وفي هذا العام قام قطاع التعليم العام بالتعديل على هذه الوثيقة وتقسيم العام الدراسي إلى فترتين دراسيتين يكون في نهاية كل منهما اختبارات تحصيلية للطلاب بعد أن كانت في الماضي أربع فترات دراسية .
وبعد انتهاء الفترة الدراسية الأولى في اختبارات المرحلة الثانوية وصدور النتائج لأبناءنا الطلاب أود الإشارة إلى مجموعة من الملاحظات التي ظهرت بعد تطبيق قرار الفترتين في النظام الثانوي الموحد وينبغي الانتباه إليها :
•قرار وزارة التربية بإلغاء الفترتين الأولى والثالثة يعتبر من القرارات الجيدة والتي كان ينادي بها أهل الميدان وانعكس إيجاباً على المعلمين والطلاب وأولياء الأمور والإدارات المدرسية بعد أن كان حلاً في تخفيف الأعباء بسبب كثرة الامتحانات وضيق الوقت والضغط الذي كان يتعرض له الطلاب في الماضي مما أثر على مستوى تحصيلهم الدراسي ، لذا نتمنى استمرار تطبيق نظام الفترتين الدراسيتين في المرحلة الثانوية مع معالجة بعض القصور الذي اكتنف مرحلة التطبيق .
•لم تكن الوزارة مستعدة استعداداً كافياً بعد إلغاء الفترتين الأولى والثالثة في بداية العام الدراسي مما انعكس سلباً على الإدارات المدرسية في عدم وضوح الإجراءات الجديدة التي ينبغي أن تقوم بها المدارس استعداداً لهذا القرار .
•كان هناك تضارب وعدم وضوح من التواجيه الفنية في كيفية توزيع الخطط الدراسية ودرجات الأعمال والاختبارات القصيرة وحصل اختلاف كبير بين تواجيه المواد الدراسية لدرجة أن الفصل الدراسي الأول انتصف وبعض التواجيه ليس لديها خطط معتمدة ولايوجد لدى المعلمين قرارات واجراءات واضحة ومعتمدة من التوجيه العام للمادة .
•لم يتم تدريب الطلاب على الاختبارات التحصيلية لنهاية الفصل الدراسي الأول مما أدى إلى انخفاض كبير بدرجات الطلاب وعدم قدرة الكثير منهم على النجاح والحصول على نسب جيدة تعكس مستواهم الحقيقي وخاصة طلاب الصف العاشر لعدم خبرتهم ومعرفتهم بطبيعة النظام الثانوي .
•كانت بعض الاختبارات في بعض المواد صعبة للغاية وطويلة ( مثال : اختبارات الرياضيات واللغة العربية والإنجليزية لجميع الصفوف عاشر + حادي عشر + ثاني عشر ) وتخالف الشعارات التي اطلقتها الوزارة في حملتها في المدارس وأمام الرأي العام تحت عنوان ..( الاختبارات المريحة !! ) مما جعل المعلم والطالب وولي الأمر في صدمة بسبب التواجيه الفنية المسئولة عن وضع هذه الاختبارات والتي تتكرر أخطائها كل عام دون رقيب أو حسيب والضحية فيها كالعادة هم أولادنا وبناتنا ..!
•بعض الاختبارات احتوت على أخطاء فنية ومطبعية وعدم التزام بالأطر الفنية للاختبارات من ناحية الصعوبة والسهولة وعدم الشمولية لكل بنود ومواضيع وورود بعض الاسئلة من خارج المنهج مما أربك أبناءنا الطلاب أثناء الاختبارات وأفقدهم التركيز وتسبب في انخفاض لدرجاتهم ولم يتم محاسبة المقصرين والمخطئين من التواجيه الفنية وهي من المسئوليات الواجب اتخاذها من قبل قيادات التعليم العام والوزارة القيام بها وعلى وجه السرعة قبل اختبارات نهاية العام الدراسي القادم .
•باعتقادي أن هناك عدد من الشروط يجب توافرها في الاختبار ليكون اختباراً موضوعياً جيداً يؤدي الغرض الذي وضع من أجله على الوجه الأكمل ومثل ذلك الاختبار لا يكتمل إلا إذا توافرت معلومات عن مدى صلاحيته كأداة للقياس وهو مالم يتوافر في معظم الاختبارات التي وضعت هذا العام كما أن بعض الأسئلة كانت صعبة جداً على الطالب لأنها لا تقيس التحصيل في المادة فكانت بعض الأسئلة تقيس مجالات أخرى كقياس الذكاء فتحول الاختبار إلى اختبار لقياس الذكاء أو أي مجال آخر لايهدف الاختبار إلى قياسه ( مثال : اختبار الرياضيات للصف الثاني عشر علمي + الفيزياء للصف العاشر + التربية الإسلامية للصف العاشر )
•عندما تقوم وزارة التربية بابعاد المعلم بشكل متعمد عن أهم اختصاصاته ومسئولياته كوضع الاختبار أو المشاركة فيه تحدث مثل هذه الأخطاء ، فالمعلم هو الغائب الأكبر عن كل القرارات التطويرية في التعليم ولا يؤخذ رأيه إلا على استحياء وعندما تظهر النتائج يتم تحميل المسئولية كلها على عاتقه ، فهل يعقل يا وزارة التربية أنكم لا تثقون بمعلميكم ولا يتم اعطاء المعلم دور في أهم اختصاصاته ؟؟
فالمعلم لا يضع المنهج
والمعلم لا يضع الاختبار
والمعلم لا يصدر النتائج
والمعلم لا يقود
والمعلم لا يحق له الترقي وقيادة وزارته ..
كل ذلك يحدث في وزارته وتحت مرأى ومسمع من الوزير والوكيل والوكلاء وجميع القيادات في الدولة ..!!
ثم يأتي من يقول بعد حصول الكويت على نتائج متدنية في التعليم على مستوى العالم بأن ذلك سببه المعلمون !!!
أعيدوا لنا دورنا
أصدروا قرارا باختصاصات المعلم الوظيفية بشكل رسمي
ثم عليكم بمحاسبتنا ،
اعطوا المعلم حقه ثم اسألوه ،
لا تتخذوا قرارا دون الرجوع للمعلمين ،
فما يحدث في واقعنا للأسف هو إقصاء كامل وغير مبرر للمعلم واذا تم استشارته فيكون على نطاق ضيق وباختيار المسئول وموافقته ومباركته لا يعكس حجم وأهمية دور المعلم ومكانته ..
لذلك فجميع القرارات السابقة التي صدرت وفشلت فيها وزارة التربية كالفلاش ميموري والتابلت ومنهج الكفايات بسبب إبعاد أهل الميدان والمعلمين عنها وكأن لسان حالهم يقول نحن ومن بعدنا الطوفان ..!!
وهنا وهنا فقط أقولها وبكل وضوح سقط الاختبار المريح !!
والله من وراء القصد ،،

كتب / الاستاذة :
نوير عبدالله الدوسري
المديرة المساعدة في مدرسة أنيسة بنت خبيب – المرحلة الثانوية

عن moalem

شاهد أيضاً

هل التحول الرقمي ترفاً؟!
بقلم: أ.خالد عيد العتيبي

@khalid4edu هل لدى وزير التربية أو أي قيادي لوحة تحكم “Dashboard” تعرض إحصائيات ومؤشرات أداء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.