عرض مبسط للمنهج العام للتقويم الكفايات بقلم: أ.باسل الزير

عرض مبسط للمنهج العام للتقويم “الكفايات”
شرعت دولة الكويت في تطبيق منهج دراسي قائم على الكفايات في الصف الأول الابتدائي في العام 2015/ 2016 والصفين الثاني والسادس في العام الدراسي 2016/ 2017. حيث ينهض هذا المنهج المبني على الكفايات بالتعليم في الكويت من التركيز على حفظ واسترجاع المعلومات إلى تطوير معارف ومهارات وقدرات واتجاهات معينة في سياقات متنوعة سوف يحتاجها الأطفال في مواقف الحياة الحقيقة وفي حياتهم العملية في معترك الحياة.
يهدف هذا المنهج الجديد إلى تزويد المتعلمين بأفضل خبرات تعلم يمكن أن تُقدَّم لهم بحيث يترعرع المتعلمين ليصبحوا أشخاصاً بالغين يتمتعون بعقول منفتحة وإرادة حقيقة لتحقيق أفضل ما بوسعهم. ويتحلى الكثير من المعلمين بالحماس لهذا التحدي لتعزيز تعلم طلابهم، في حين نعمل في الوقت ذاته على ضمان استمرار المعلمين في تطوير مهاراتهم المطلوبة لهذه المنهجية الجديدة عن طريق تزويدهم بالتدريب المركُّز والدعم الموجه بحيث تصبح هذه المنهجية الجديدة أداة تمكين للجميع.

ويتطلب النظام الجديد من المعلمين عند القيام بتصميم برامج تعليمهم أن يقوموا على بنائها بطريقة تمكن المتعلمين وتمكنكم أنتم كأولياء أمور من تتبع التقدم المحرز في مسيرة تعلمهم. ويحتاج تتبع هذا التقدم لدى المتعلمين أن يكون التقويم مدمجاً بشكل متكامل في عملية التعليم والتعلم بحيث يتيح ذلك من كشف أية مشاكل تعترض المتعلمين وحلها في وقت مبكر بدلاً من الانتظار لوقت أطول من اللازم لمعالجتها.

تتضمن الوحدات التي يدرسها طلابنا أنشطة تعليمية عليهم تنفيذها. وبما أننا نتعلم بطرق مختلفة (بصرياً، حسيا، بالقراءة، بالاستماع، بالعمل، بتعليم الآخرين، الخ). يحتاج المعلمون إلى استخدام مجموعة متنوعة من الأنشطة قد لا يكون بعضها موجوداً في الكتب المدرسية. حيث إن توفير مجموعة متنوعة من الأنشطة سيمكِّن المتعلمين من تعلم المعلومات ومعالجتها بحسب حاجات التعلم لديهم، وتطبيق معارفهم وخبراتهم على مواقف جديدة. ويكون تقويم أداء الطلاب بناءً على معايير تحقيق مستويات الأداء تدعى “المحددات الوصفية لمستويات الإنجاز” بمستويات متدرجة من 1 إلى 4 واضحة جداً، ويستطيع الطلاب تحقيق المستوى “4” إذا كانت لديهم إرادة العمل لتحقيق ذلك.

نعمل على تغيير منهجية التعليم بالتدريج في دولة الكويت لأنها تتطلب الكثير من العمل من جميع القائمين على العملية التربوية. حيث نركز في الوقت الحاضر على التقويم وكيفية تحسين ما نقوم به لصالح المتعلمين. وسوف نقوم في هذا الفصل بالتأكد من أن نظام التقويم على أساس الكفايات في الصفوف الأول والثاني والسادس في جميع المدارس على نحو متقن. وسوف تتلقى كافة مدارس الكويت تدريبا في كيفية التقويم وفي كيفية تقدير ورصد نتائج الطلاب وإدخال نتائج التقييم في كشوف الرصد والنظام الالكتروني لسجل الطالب. وما إن يقوم المعلمون بإدخال الدرجات سيتم الحصول على الدرجات النهائية عن طريق إجراء آلي تسهيلا على المعلم ووحدة تحسين الأداء. حيث ستصف الدرجات مستويات التحصيل التي حققها المتعلمين وفق معايير المنهج.
ونأمل أن تتضمن بطاقة تقرير التقدم لأطفالكم في المستقبل ليس الدرجات التي تعكس مستويات الإنجاز التي حققوها فحسب، بل وصفا لمستوى تحقيقهم لكفايات المنهج، بحيث يتوفر لديكم فهم أفضل للإنجاز والتقدم الذي أحرزه أطفالكم خلال العام الدراسي.

لقد أثبتت هذه المنهجية في التعليم نجاحاً كبيراً في كافة أنحاء العالم. وقد أظهرت الأبحاث بأن التقويم الذي يقوم به المعلمون هو أحد مجالات التطور التي يمكنها أن توفر إمكانيات كبيرة لتحسين تعلم الأطفال. وسنضمن بأن تتاح هذه الفرصة لأطفال الكويت لتحسين إمكانيات التعلم المحتملة لديهم.

هذا التقرير جاء من محاضر المناقشات التوضيحية مع البنك كوني مدرب أساسي فيه
الموجه الفني للدراسات الفلسفية باسل الزير

1

عن moalem

شاهد أيضاً

هل التحول الرقمي ترفاً؟!
بقلم: أ.خالد عيد العتيبي

@khalid4edu هل لدى وزير التربية أو أي قيادي لوحة تحكم “Dashboard” تعرض إحصائيات ومؤشرات أداء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.