الجمود الوظيفي مخاطره وأسبابه

بقلم: أ.خالد عيد العتيبي
يعاني الكثير من المتميزين العاملين في بعض التخصصات بالمدارس ورياض الأطفال إحباطاً وخيبة أمل نتيجة جمودهم الوظيفي وعدم ترقيتهم للوظائف الإشرافية العليا، ونجد التبرير الوحيد لوزارة التربية “ماعندي شواغر!”، إن وجود هذه المشكلة ليست وليدة هذا العام إنما هي مشكلة بدأت منذ سنوات وازدادت تعقيداً مع وجود حافز مادي في كادر المعلم.
إن وجود هذه المشكلة وعدم دراسة أسبابها بشكل شامل وأبعادها يكشف عن أحد أمرين إما أن حلها ليس من أولويات المسؤول عن هذا الملف، أو أنه لا يملك الرؤية والقدرة على وضع نظام “عادل ومنصف” يرضي الجميع.
الملاحظ أن الجمود الوظيفي لا يشمل العاملين في جميع المواد بل بعضها والذي وصل لأكثر من ١٥ سنة بوظيفة معلم. لذلك يجب الإجابة على هذا السؤال “لماذا مادة سريعة الترقي والوصول لمدير مدرسة بينما آخر بالكاد يصل رئيس قسم وربما يخدم سنة مدير مساعد ثم يكمل مدة التقاعد!!
إن الترقي لمسمى رئيس قسم مادة يتطلب وجود شاغر بنفس المادة وهذا لا جدال فيه، لكن ما تسبب في تعطيل الترقي للمواد الأخرى هى تدفق أصحاب المواد السريعة لمسمى مدير مساعد وموجه ومن ثم مدير مدرسة في وقت عمري مبكر بسبب اعتماد ضوابط البقاء في الوظيفة السابقة لمسمى مدير مساعد ومدير مدرسة، بينما أصحاب المواد الأخرى التي تعاني من الجمود الوظيفي هي إلزامهم بسنوات بقاء في الوظيفة السابقة مما يتسبب في بطء بتوفر الشواغر فيها.
لذلك تحديد سبب المشكلة بعدم التساوي بين المواد هي الحلقة التي يشترك في سدها جميع المواد وهي مسمى “مدير مساعد” اذ يجب أن يكون الضابط فيها الاعتماد على سنوات الخبرة الكلي لا على سنوات البقاء في مسمى رئيس قسم، فهناك رؤساء أقسام باشروا مهامهم بخبرة ٤ سنوات وآخرين بعد خبرة ١٥ نتيجة عدم توفر الشاغر وللمثالين السابقين الأول تنطبق عليه شروط الترشح لمدير مساعد بخبرة ١٢ سنة بينما الآخر ٢٣ سنة !! والذي يترتب عليه عدة أمور:
١- سرعه ترقي تسببت في جمود مواد أخرى.
٢- تدفق أصحاب سنوات الخبرة القليلة للوظائف الإشرافية العليا.
٣- زيادة حجم مشكلة الجمود الوظيفي التي أصبحت ككرة الثلج.
٤- تخصصات أصحاب الوظائف الإشرافية العليا تتركز بمواد معينة.
الحلول:
إن الحل الذي يحقق عدل بين جميع المواد هو الحلقة الأولى التي تشترك فيها جميع المواد هي مسمى “مدير مساعد” اذ يجب أن يكون الإعلان عنها ينبني على سنوات خبرة كلي كما هو معمول للمواد التي لا يوجد لها رئيس قسم كأن يكون لديه خبرة ١٦ بينها سنتين رئيس قسم، وكذلك مدير مدرسة … الخ حتى تتحقق العدالة بين جميع المواد. وتتوفر الشواغر على حد سواء بين جميع المواد.

عن أ.خالد عيد العتيبي

أ.خالد عيد العتيبي
رئيس قسم وزارة التربية

شاهد أيضاً

هل التحول الرقمي ترفاً؟!
بقلم: أ.خالد عيد العتيبي

@khalid4edu هل لدى وزير التربية أو أي قيادي لوحة تحكم “Dashboard” تعرض إحصائيات ومؤشرات أداء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.