التدوير دوران في حلقة مفرغة .. بقلم: أ.نوير عبدالله الدوسري

أثارت ظاهرة تدوير مديري ومديرات المدارس الثانوية حالة من الجدل الشديد في الميدان التربوي الذي تعود على الهدوء النسبي واستقراره نوعا ما، وقابل البعض هذه الظاهرة بالغضب و الامتعاض، وسواء اتفقنا ام اختلفنا مع القرار فإننا نراه إجراء مؤقتا غايته علاج ظاهرة معينة في حينه، ولكن هذا القرار يجب أن يخضع للتخطيط المسبق و التنظيم المتقن لمعالجة الظواهر السلبية التي تعطل العمل في الميدان التربوي.

لقد اتضح على أرض الواقع أن ما نحصده من نتائج كان ضعفا في مخرجات التعليم في المراحل الأولى التي تسبق المرحلة الثانوية التي تعتبر عصارة المرحلة التربوية قبل الجامعة، مما أحدث اضطرابا وبلبلة في المؤسسات التعليمية التابعة للمرحلة الثانوية.

فقبل البدء في تطبيق أي قرار و العمل به يجب أن يكون محل دراسة و تدقيق من قبل أصحاب الاختصاص في الشأن التربوي لوضع أسس معالجة صحيحة تبدأ من جذور المشكلة وليس من نتائجها. وعند طرح وجهات النظر المدروسة نحاول نستخلص الآراء التي تنسجم مع بيئة و مفاهيم الإنسان الكويتي.

النظام التعليمي متسلسل ومترابط كحلقات السلسلة، تظهر مخرجات التعليم الابتدائي والمتوسط في المرحلة الثانوية ونعود هنا إلى ظاهرة التدوير انها لن تكون حلا جذريا إذا لم نعالج نقاط الضعف و السلبيات في مراحل التعليم الأولى و التي كان الهدف منها القضاء على الغش, ولكن تعتبر دورانا في حلقة مفرغة ولن تعود بالنتائج المرجوة إلى أن نبدأ بالمعالجة من الصفر ووضع علاج لهذا التدهور الذي يرجع في غياب معيار التقويم في المراحل الدراسية الأولى لذلك ستتفاقم المشكلة لتصبح كرة ثلج تكبر مع مرور الوقت ويصعب علاجها في المرحلة الثانوية فعلاج الجذور أهم وأعمق من علاج الثمار, ونحن في المرحلة الثانوية نجني ما تم غرسه من قواعد وقيم وأساليب خاطئة في مراحل التعليم الأولى لذلك يجب علينا وضع خطط طويلة الأمد تبدأ من الصف الأول الابتدائي إلى الصف التاسع في المرحلة المتوسطة, وإن أدى ذلك إلى تغيير المنظومة التعليمية ووضع قرارات حاسمة لضبطها لأن من الإجحاف ترك المتعلم في مراحل الأولى من الصف الأول إلى الرابع الابتدائي دون اختبارات تقويمية تساعد على كشف مستواه التعليمي.

إن التغيير الغير محسوب في مواعيد الامتحانات دفع بالاستعجال في إنهاء المناهج مما لا يسمح للمعلم والمتعلم بأخذ الوقت الكافي للتدريب والتطبيق, وتتحمل بعض التواجيه في المواد العلمية المسؤولية في تشتيت المتعلم و إرباكه و من الأدلة على ذلك نتائج مادة اللغة الإنجليزية والرياضيات للصف الثاني عشر حيث تفاجأ الطالب بأسلوب الأداء ونماذج الاختبارات الجديدة لأنه لم يكن هناك وقتا كافيا ليتدرب عليها فدخلنا بذلك في صراع مع الوقت متناسين سلبيات العملية التعليمية التي تراكمت على المتعلم.
ولا ننكر ونحن ملتزمون موضوعيا أن ظاهرة التدوير حدت من الغش نوعا ما في بعض المدارس ومحاربة مفهوم الغش الذي تعمق في نفوس الكثير من أبنائنا, وهذا لا يعني أن لا يوجد حلولا أخرى أقل كلفة وجهد على الوزارة مثل إنشاء مراكز موحدة للاختبارات في كل منطقة تعليمية.

لذلك أنوه بوجوب التعاون بين جميع القائمين على المؤسسة التربوية و التعليمية بوضع قواعد و أسس مبنية على التقويم و القياس وآلية سليمة لوضع الاختبار وتنظيم عمل الكنترول الرئيسي كما نطالب بتثبيت التقويم الدراسي بما يتوافق مع المناهج وخطتها لتستمر عملية التعليم بشكل منضبط وبث الاستقرار أثناء الاختبارات والبعد عن العشوائية في مسألة التدوير مستقبلا فنحن نريد أن نصل إلى الهدف السامي من العملية التعليمية والتربوية وليس فقط أن ندور في حلقة مفرغة يغيب عنها الهدف.

عن moalem

شاهد أيضاً

هل التحول الرقمي ترفاً؟!
بقلم: أ.خالد عيد العتيبي

@khalid4edu هل لدى وزير التربية أو أي قيادي لوحة تحكم “Dashboard” تعرض إحصائيات ومؤشرات أداء …

3 تعليقات

  1. كلام جميل وواقعي جدا وواضحه خوض التجربه والامتعاض لها👑❤️

  2. فعلا أستاذتي الفاضله فقد أصبت كبد الحقيقيه 👏🏻👍🏻

  3. فعلا أستاذتي الفاضله لقد أصبت كبد الحقيقيه 👍🏻👏🏻لقد بينتي مايحدث فعلا على ارض الواقع وكيف نتلافى كل السلبيات والعوائق التي يمكن تداركها مستقبلا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.