معلم نت|مقالات|من يقود عقول أبنائنا؟ بقلم الأستاذ حمد السهلي

العقل هو ما يميز الإنسان عن غيره من مخلوقات وهو جوهر الإدراك لديه وشرطاً لوجوب تكاليف الله – عز وجل – وبدونه تسقط كل التكاليف الشرعية ، لذلك أصبح ذلك العقل قائد الإنسان ومركز وعيه وتفكيره وذكائه وحصنه من الوقوع فى الأخطاء ، ينمو نمواً طبيعياً موافقاً للفطرة والحكمة مالم تتدخل مؤثرات أخرى تغير مساره .

حماية العقل منذ تكونه مسئولية الوالدين ومع مرور الزمن يدخل المعلم والتلفاز والأصدقاء ليشاركوا الوالدين فى برمجة ذلك العقل ، اليوم تغير العالم تغيراً كبيراً وأصبح التلاعب بعقول الصغار سهل فقد زالت الحدود ورفعت الرقابة وأصبح ما بين الطفل والفساد إلا كبسة زر فقط .

إن ما نشاهده اليوم من بعض المؤلفين والكُتاب والممثلين والمشاهير والغير مشاهير ممن يروجون لأفكار وآراء ومعتقدات سيئة أو تلاشت لديهم القيم الأخلاقية فتجد ألسنتهم بذيئة ويشجعون على الفساد ويطبلون لأهله إلا نتاج تعليم سيء وتربية غير جيدة فأصبحت عقولهم متذبذبة وقاصرة فى التفكير فكانت لقمة سائغة بيد الغير من خلال الهدايا والمعاملة الحسنة وتقديم الخدمات أو نشر الروايات المبطنة بالعقائد الشاذة وغيرها من وسائل كثيرة لتصبح تلك العقول بعدها مستعدة بأن تغير أفكارها وأرائها وحتى معتقداتها ومن ثم تصبح تلك العقول مسيرة فقط تنفذ ما تؤمر به .

لو نظرت نظرة المتفحص فى مجتمعنا تجد الكثير من الأمور التى كانت عيباً وحراماً أصبحت عزاً وشطارة وفرصة وما كل ذلك إلا لتقصيرنا فى التربية والتعليم والمحافظة على قيمنا الإسلامية التى لا عزة لنا إلا بها فخرجت لنا تلك النوعيات من العقول المريضة وبتلك العقول لا تنهض الدول أبداً وهذا ما يريده أعداؤنا لنا ألا ننهض مهما كان الثمن .

أخيراً إن عقول أبنائنا تتفلت منا ، ولابد من حمايتها وتثبيتها على الطريق الصحيح وهذا واجب الجميع الوالدين ووزارات الدولة المعنية بتلك العقول كالتربية والإعلام والأوقاف ..الخ
لا أعطي عقلاً لا يستحق التقدير قيمة فى نظر ابني بل يجب أن أعلمه بأن هذا مريض يحتاج المعالجة وأنك يا بني بعلمك وتربيتك ستكبر وستجد له العلاج المناسب .

عن المحرر

شاهد أيضاً

هل التحول الرقمي ترفاً؟!
بقلم: أ.خالد عيد العتيبي

@khalid4edu هل لدى وزير التربية أو أي قيادي لوحة تحكم “Dashboard” تعرض إحصائيات ومؤشرات أداء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.