القيادة وفن التعامل مع الآخرين

بقلم الأستاذ حمد السهلي

رئيس قسم العلوم بمدرسة بنيدر ا.بنين

 

القيادة هي قوة التأثير في الآخرين؛ لجعلهم يرغبون في إنجاز أهداف المنظمة. وهذه المنظمة قد تكون دولة، أو وزارة، أو مؤسسة، أو شركة، أو مدرسة وغيرها … ويعتقد الكثيرون أن الإدارة هي القيادة؛ ولكي أبسّط الفرق  تخيل أن هذه المنظمة سفينة، فتوجيه السفينة يتطلب مدير ، ولكن تحديد مسار هذه السفينة يتطلب قائدًا.

 

أصعب جوانب القيادة هو إدارة الناس؛ والسبب في ذلك اختلافُ طبائع الناس وأمزجتهم؛ فأنت تتعامل مع بشر، لا آلات. ولذلك كانت قيادة الناس فنًّا لا يجيده كثيرٌ من الناس، فمن السهل أن تكون مديرًا تنفذ اللوائح والنظم، وتسير أمور المنظمة؛ ولكن من الصعب أن تكون قائدًا .

من الأسباب القوية لندرة القادة في عالمنا الإسلامي عدمُ وجود الموهبة، أو فقدان الرغبة لدى الكثيرين باتخاذ نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام قدوةً لهم رغم شهادة الله عز وجل له .

 

أهم صفات القادة تمركزُهم حول القيم والمبادئ التي يؤمنون بها؛ إذ هي الموجه لهم في قراراتهم. أضف إلى ذلك الطموحَ للإنجاز، والكفاءةَ المهنية؛ وهذا كله يتوَّج بشخصية مستقيمة، تفوح منها الأخلاق النبوية الطيبة.

إن مدى التعامل مع الناس وتحفيزهم للعمل والإنجاز يحدِّدان مدى نجاحِ القائد؛ فكثير من الناس الذين تتعامل معهم يختلف معك في القيم والأفكار والتوجهات : ثمة الساخط من عمله، وثمة مشوش التفكير، وثمة سريع الغضب، وثمة الطماع، والناقد، والخائف، وغير المنتج، والمعترض، وغيرهم .. لذلك؛ فالقائد يؤمن بوجود هذه الاختلافات بين البشر؛ ويتقن فنَّ التعامل مع كل شخصية منهم على حدة.

 

إن مدرسةَ قائدنا ونبينا الكريم، عليه الصلاة والسلام، ملأى بالأحداث والقصص وكيفية تعامله مع الناس بشتى أنواعهم وحل مشكلاتهم؛ كل ذلك كفيل بتخريج قادة أمثال الصحابة الكرام، مع مواءَمة قوانين الإدارة والقيادة الحديثة بالمدرسة المحمدية.

كم من مديرٍ لم يضع له بصمةً في عمله، مر مرور الكرام؛ فطُوِيَ مع الماضي. وكم من القادة الذين تأبى أنفسهم أن يغادروا مكانًا دون وضع بصمة إيجابية تفيد العمل والناس حائزاً قبل هذا كله على الأجر والثواب من رب العباد.

قال لى أحد الأصدقاء : نحن فى الكويت لا نريد قادة بل نريد مدراء يتقنون عملهم ولا يظلمون الناس فالمشاكل فى البلد عامة وفى التربية خاصة سببه سوء إدارة  فإن صلحت الإدارة صلح البلد برمته وجهة نظر سليمة قد يكون سببها فى سوء الاختيار وقد يكون فى قلة الدورات التدريبية للمدراء خاصة فى وزارة التربية فقلما أسمع بدورات للمدراء أو المدراء المساعدين لتعزيز ورفع قدراتهم الإدارية والقيادية رغم إن هناك وزرات ترسل مدرائها  بدورات خارج البلاد إلا التربية شحيحة جداً بهذا الموضوع حتى بدورات داخلية رغم إننى أرى تلك الدورات أهم من بعض المؤتمرات والأحتفالات وغيرها .

عن أ.حمد السهلي

رئيس قسم العلوم بمدرسة بنيدر .أ. بنين

شاهد أيضاً

هل التحول الرقمي ترفاً؟!
بقلم: أ.خالد عيد العتيبي

@khalid4edu هل لدى وزير التربية أو أي قيادي لوحة تحكم “Dashboard” تعرض إحصائيات ومؤشرات أداء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.