صحيفة معلم نت صحيفة إلكترونية كويتية تربوية مستقلة | تأسست في ٢٦ فبراير ٢٠٠٧ | مرخصة من وزارة الإعلام – قطاع الصحافة والنشر والمطبوعات – برقم 239-2018
مقالات مشابهة
منذ أن ظهر التعليم فى بداياته ظهر معه العقاب البدني كوسيلة للوصول لهدف ضبط السلوك أو إدخال المعلومة فى ذهن المتعلم ، اليوم يظن البعض بأن الفهم والاستيعاب المتميز قديماً قد جاء بسبب العقاب ولكن الحقيقة هى أن هناك أسباب أخرى هى من جعلت التعليم فى السابق أفضل وأجود منه الآن على سبيل المثال قوة المعلم التعليمية والثقافية ونواياه الطيبة بالتعليم اياً كانت جنسيته وبلده وانسجام المناهج التعليمية مع المتعلمين وفق قدراتهم واحتياجاتهم وعدم إقحام مواد كثيرة فى المرحلة تشتت أذهان المتعلمين فضلاً عن قلة الملهيات فى ذلك الوقت للمتعلم، ولم يكن للعقاب أي دور إلا أنه زرع الخوف والرعب فى النفوس فأصبح هؤلاء فيما بعد فى وظائفهم لا يعملون ما يعملون للمصلحة العامة وإجادة العمل بل خوفاً من العقاب وهذا مانراه اليوم فى غالبية الموظفين فى الوزارات .
منع العقاب البدني فى المدارس جاء بعدما شهدت ميادين التربية حالات لقلة من المعلمين جعلت العقاب هدفاً ليس بمستوى الحدث أو من أجل سلوك خاطئ بل أنه تفريغ غضب فقط ، رغم أن بعض المتعلمين يفتقدون للأدب والاحترام ولكن هذا له حلول أخرى غير العقاب بهذه الطريقة .
تقول الدراسات النفسية بأن العقاب لا يبدأ قبل العاشرة من العمر ويفضل بحدود وبشكل غير مبرح حتى سن البلوغ ويكره ولا يُنصح به بعد البلوغ فهل طبقنا ذلك فى مدارسنا قبل قرار منع العقاب البدني ؟ لماذا ننتظر القانون ليعلمنا ما ينبغي علينا أن نفعله ؟
أخيراً عزيزي المعلم لا يكن العقاب البدني سلاحك الوحيد نحو المتعلمين فهذا دليل ضعف وعدم كفاءة فى حل المشكلات وإدارة الصف فهناك من الحلول ما يغنيك عن العقاب البدني ، هناك من المتعلمين من تردعه نظرة منك ، ومنهم من يردعه مجرد اقترابك له ، ومنهم نقله من مكانه يردعه ، ومنهم من يكون حله فى إخراجه ليشرح فقرة ، ومنهم خصم الدرجات ومنهم التهديد باستدعاء ولي أمره ، ومنهم يردعه حرمانه من بعض الامتيازات الممنوحه لأقرانه وغير ذلك كثير فإن عجزت فاستعن بمكتب الخدمة الاجتماعية والنفسية وكذلك بالإدارة المدرسية واترك الأمر بأيديهم بما يرونه مناسباً .
