لم تكن الأزمات يوماً إلا لتكشف لنا أمرين الأول هو الأصدقاء من الأعداء والثاني أصحاب القرار والفكر المبدع ، وأضيف أمر ثالث لهما بأنها تكشف خونة الوطن الذين ما برحوا يطعنونه فى الخفاء بسيوف الحرمنه والإتجار بالبشر وهؤلاء ليس لهم علاج إلا الكي فالمرض فى مراحله المتقدمة يحتم الجراحة الدقيقة.
مر على جائحة كورونا أكثر من 75 يوماً فى الكويت والحكومة تصارع أخطائها نتيجة قلة الخبرة ولا تُعاب فى ذلك فالمحللين يقولون بأنها أزمة لم تمر على العالم منذ قرون ، وأنها الآن فى موجتها الأولى التى ستستمر مع آثارها الى نهاية هذا العام ومن ثم تتعرض للركود قبل أن تبدأ موجتها الثانية منتصف العام القادم ، انتهى كلام المحللين ويبدأ كلامنا فمادامت هذه هى تحليلات الخبراء والتى تعلمها الحكومة جيداً فلماذا المكابرة من وزارة التربية فى عدم إنهاء العام الدراسي أسوة ببقية وزارات التربية والتعليم فى دول الخليج؟ ، ويُعتب على الوزارة ترددها فى القرار الصائب وتخلفها عن ركب الكثير من الدول.
هذا لا ينسينا ما قامت به وزارة التربية من جهود جبارة منذ بدء الأزمة من بناء منصة تعليمية للمرحلة الثانوية ولكن كنت أتمنى بأن تنتفض الوزارة بأقصى طاقتها لتصنع موقع إلكتروني جبار يخدم المعلم فى معاملاته فقد حان الوقت بأن يستطيع كل معلم إنهاء أي معاملة تخصه من خلال موقع الوزارة دون مراجعة المنطقة التعليمية أو الوزارة إضافة لدورات ومذكرات للوظائف الإشرافية كذلك يجد المعلم فيها كل بياناته الوظيفية والمالية والنقل الداخلي والخارجي وطبياته وتقديراته السنوية ، كذلك يكون الموقع منصة تعليمية للمتعلم من الصف الرابع إلى الثاني عشر بحيث يجد المتعلم فيه كل ما يحتاجه من دروس مرئية ونماذج اختبارات إلكترونية وتعزيز التعلم عن بعد ، ورسائل تربوية ، وقصص هادفة وكذلك يجد فى الموقع بعض الخدمات الإلكترونية كتواصله مع إدارة المدرسة أو معلميه ويستطيع أن يطلب طبية وغيرها من خدمات ، كذلك ولي الأمر يجد كل ما يخص ابنه من حضور ومستوى دراسي وغيرها .
أخيراً أقول بأننا حتى نحقق كل ذلك لابد لنا بأن نقوم باستبدال جميع أجهزة الكمبيوتر القديمة فى المدارس وتقوية شبكة الأنترنت فى المدارس والمناطق التعليمية ، وتغيير منهج الحاسب الآلي فى الصف الرابع الإبتدائي ليكون مادة تدريب المتعلمين على كيفية التعلم عن بعد كمرحلة أولى يتبعها بقية المواد الدراسية بحيث يكون هناك توازن بين التعلم الصفي والتعلم عن بعد ، مع غربلة كل الكتب الدراسية من الحشو الزائد الذي تعج به ليصبح هناك متسع خلال أشهر الدراسة وقت الظروف الطارئة فلا تؤثر على سير المناهج وعندما نصل لذلك نكون قد تحولنا من النظم التقليدية فى الأمور الإدارية والتعليمية فى وزارة التربية إلى النظم الإلكترونية الرقمية وأنا متأكد بأن الحكومة ستدعم هذا التوجه ، وأرى بأن الوقت حالياً مناسب جداً للبدء ونعول على وزير التربية الدكتور سعود الحربي بأن نرى إنجاز هذه الفكرة فى عهده لخدمة التربية والتعليم فى بلادنا الغالية والله يوفق الجميع .
شاهد أيضاً
مع الخيل يا شقراء بقلم: أ. خالد عيد العتيبي
مع الخيل يا شقراء بقلم: أ. خالد عيد العتيبي @khalid4edu في المجتمع الوظيفي التعليمي، يتكرر …