معلم نت | مقالات | معالجة الهدر فى وزارة التربية بقلم: أ.حمد السهلي

نناقش اليوم قضية أكثر واقعية وأهمية تهمنا أهل الميدان التربوي أكثر من غيرنا كوننا نهدف لجودة التعليم وتحسين مخرجاته قدر المستطاع وهى قضية الهدر فى وزارة التربية والذي هو نقطة فى بحر الهدر فى مؤسسات الدولة بشكل عام ، وقد يتساءل البعض ماعلاقة الهدر بجودة التعليم ؟

إدارة الهدر ليس مفهوما جديدا بل قديم ابتكرته شركة تويوتا اليابانية فى أواخر أربعينيات القرن الماضي لتقليل الخسائر والهدر فى إداراتها وتحسين الأداء من أجل إنتاجية أكبر ونجحت فى ذلك .

يهدف هذا المفهوم لتقليل الوقت المستغرق فى المهام والتخلص من أي إجراء لا يضيف للعمل قيمة والاتجاه بالموظفين للمفيد وخذ أمثلة على ذلك: الاجتماعات المتكررة، وتصوير الأوراق بكثرة، تخزين الأشياء الغير ضرورية، البريد ودورته الروتينية، تأخير المعاملات وانتظار توقيع المدير، إعادة وتكرار تصليح الأشياء ، توزيع الفصول والأقسام داخل المدرسة عشوائيا وغيرها كثير، فقط انظر حولك وسترى كمية الهدر في دائرة عملك ، كل ذلك قد نستهين به ونعتبره من الروتين اليومي ولكنه يؤثر بشكل تدريجي على العمل وجودته والحد من كل ذلك يؤدى بنا لتحسين العمل ومنه لتحسين التعليم ورفع جودته .

تطبيق هذا المفهوم ليس بالأمر السهل فهو يتطلب قيادة واعية ومؤمنة بالفكرة وثقافة عالية بين الموظفين  وتكنولوجيا حديثة تخدم الفكرة وهذه العناصر الثلاث متى ما توفرت نجحت الفكرة فى سلك التعليم بعد نجاحها بالمؤسسات والإدارات الأخرى وأظهرت إنتاجاً رائعاً وبأقل تكلفة فى الوقت والمال والجهد .

أخيراً تبني هذا المفهوم الإداري فى وزارة التربية لن يحل كل مشاكلها ولكنه بالتأكيد سيساهم فى وقف الهدر وتحسين النتائج وتنامي الرضا الوظيفي بين الموظفين مع العلم بأن هذا المفهوم غير متداول حالياً فى التعليم ويعتبر جديدا على الميدان ومثله مثل غيره من مشاريع سيجد رفضا من البعض وصعوبات بالتنفيذ ولكن قد تتبناه مؤقتاً وحدات أصغر من الوزارة كالمناطق التعليمية أو مدارس معينة تود التطوير، هذا باختصار شديد فكرة إدارة الهدر أو ما يسمى الإدارة الرشيدة فى العمل. 

عن moalem

شاهد أيضاً

هل التحول الرقمي ترفاً؟!
بقلم: أ.خالد عيد العتيبي

@khalid4edu هل لدى وزير التربية أو أي قيادي لوحة تحكم “Dashboard” تعرض إحصائيات ومؤشرات أداء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.